كرة قدم دولية
تاريخ النشر : 2021-04-13 الساعة : 12:33
المصدر : أ ف ب
المشاهدات : 46

لا يمكن لنادي ليفربول الإنكليزي، في حال أراد أن يحقق "ريمونتادا" جديدة في مسابقة دوري أوروبا، أن يعتمد على موجة من الشغف أو ألوان أو حتى ضجيج جماهيره في مدرجات ملعب "أنفيلد" لكي يستلهم منها قصة نجاح، عندما يستقبل، الأربعاء، ريال مدريد الإسباني، في إياب ربع النهائي بعد الخسارة ذهاباً 1-3.

 

يسعى "ريدز" لبلوغ المربع الذهبي للمسابقة الأوروبية الأعرق، للمرة الثالثة في الأعوام الأربعة الأخيرة، ولكن عليه بداية أن يطلب من مدربه الألماني يورغن كلوب أن يمنح جرعة ثقة للاعبيه واعتماد خطة ناجحة تقود إلى إقصاء أحد عمالقة الكرة الإسبانية.

 

دخل كلوب تاريخ ليفربول من بابه الواسع، بعدما قاده إلى تتويجه السادس بالكأس صاحبة الأذنين الكبيرتين في عام 2019، وإلى أوّل لقب في الدوري الممتاز في عام 2020 بعد 30 عاماً من الانتظار.

 

غير أن هذا المدرب صاحب الشخصية الفذّة، لم يكن قادراً على منع سقوط فريقه من أعالي القمم في هذا الموسم.

 

فقبل 7 مباريات على نهاية الـ "بريميرليغ"، خسر ليفربول لقبه حيث يتأخر في المركز السادس بفارق 22 نقطة عن المتصدر مانشستر سيتي.

 

 

ويمكن أن يأتي الخلاص بالنسبة لأبطال أوروبا على الساحة الأوروبية، على الرغم من أن الفريق خاض شوطاً أوّل كارثي أمام ريال على ملعب "ألفريدو دي ستيفانو".

 

لكن خسارة "الحمر" أمام ريال ليست بقسوة الخسارة ذهاباً أمام مواطنه برشلونة (0-3) قبل عامين في نصف النهائي، وذلك قبل أن يزور النادي الكاتالوني ملعب "أنفيلد" في أمسية ستبقى خالدة في الأذهان كأجمل الذكريات الكروية حين تمكن من قلب تخلفه إلى فوز برباعية نظيفة، في طريقه لإحراز اللقب.

 

حينها لم تكن صفوف النادي الإنكليزي تعج بالمصابين، ولم تكن المدرجات خالية من الجماهير بسبب الإجراءات المتبعة للحدّ من تفشي فيروس كورونا، وهو واقع يدرك مرارته المدرب الألماني.

 

قال كلوب بعد نهاية مباراة الذهاب أمام ريال: "في حال أردت الحصول على ذكريات مؤثرة، عليك أن تشاهد مباراة برشلونة، فـ 80 في المئة من هذه المباراة كانت الأجواء في المدرجات، لذا نعم، علينا أن نفعل ذلك من دون ذلك".

 

إنهيار في "أنفيلد"

 

ويمكن لليفربول أن يدّعي أنه عانى أكثر من بقية الأندية من موسم بكامله خلال الأبواب الموصدة بوجه الجماهير، وتحديداً لتلك التي كانت تشعل مدرجات "ذا كوب".

 

فحتى كانون الثاني 2021، لم يخسر ليفربول على أرضه في الدوري الممتاز في خلال 68 مباراة، إلا أن هذا الانجاز تلاه السقوط الكارثي، إذ للمرة الأولى في تاريخ النادي يخسر في 6 مباريات توالياً في "أنفيلد".

 

أوقف الفوز المتأخر على أستون فيلا 2-1 في المرحلة 31 هذا الانحدار، لكنه أثبت واقعة أن ليفربول لم يعد ذلك الفريق الذي أرهب الجميع محلياً وأوروبياً في الموسمين الماضيين.

 

إلى جانب عامل المدرجات الخالية، لعبت الإصابات دوراً مهماً في تراجع مستوى الفريق في ظل غيابات مؤثرة وتحديدا في خط الدفاع أمثال الهولندي فيرجيل فان دايك وجو غوميز والكاميروني جويل ماتيب ولاعب الوسط القائد جوردان هندرسون المتكرّر غيابهم عن زيارة مدريد.

 

كما تأثر الموسم الأول للوافدين الجديدين الاسباني تياغو ألكانتارا القادم من بايرن ميونيخ الالماني والبرتغالي ديوغو جوتا، المنتقل من ولفرهامبتون بسبب الإصابات الطويلة.

 

وطالت الانتقادات أيضاً كلوب، الملام بالدرجة الأولى على الفشل أمام ريال، وذلك بعد قرار التخلي عن تياغو لصالح الغيني نابي كيتا، في ثاني مشاركة للأخير منذ كانون الأوّل ، في ذهاب ربع النهائي أمام نادي العاصمة الإسبانية الأسبوع الماضي قبل أن يقدم على تغيير الثاني بالأول في الدقيقة 42.

 

قبلها، سيطر أصحاب الأرض وتقدموا 2-0 بفضل هيمنة ثلاثي الوسط البرازيلي كاسيميرو والألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش.

 

كما أن قرار إرجاع البرازيلي فابينيو إلى وسط الدفاع لتعويض غياب الثلاثي الدفاعي للإصابة معظم هذا الموسم، خدم أيضاً كعامل سلبي على أرض الملعب.

 

ومن المتوقع أن يجمع كلوب بين تياغو وفابينيو الأربعاء من أجل محاولة والحد من موهبة لاعبي ريال في الوسط، لكن أمام المدرب الألماني أيضاً خيارات حاسمة عليه اتخاذها في المقدمة.

 

ويبدو أن صبر كلوب بدأ ينفذ بسبب تراجع مستوى السنغالي ساديو مانيه والبرازيلي روبرتو فيرمينو، حيث عمد إلى وضعهما على مقاعد البدلاء في مباراة من مباراتي الفريق الأخيرتين.

 

ومع إدراك كلوب أن فريقه يحتاج لتسجيل أكبر كمية ممكنة من الأهداف، وإن كان قرر وضع ثقته في جوتا والمصري محمد صلاح في الهجوم، على هذين اللاعبين أن يهزا الشباك في حال أراد مدربهما إعادة اكتشاف لمساته السحرية.