كرة قدم دولية
تاريخ النشر : 2021-04-06 الساعة : 10:14
الكاتب :
أسرة التحرير
المصدر : وكالات
المشاهدات : 61

تجوز مقارنة "القوّة النارية" الرياضية والمالية بين بايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جيرمان الفرنسي قبل مواجهة الناديين، الأربعاء، في ذهاب دور ربع نهائي مسابقة دوري ابطال أوروبا، إلا أنهما بنيا على قاعدتين اقتصاديتين مختلفتين جذرياً، تعكسان رؤيتين لتطوير كرة القدم الأوروبية.
 
عندما أنفق المالكون القطريون للنادي الباريسي 400 مليون يورو في عام 2017 من أجل التعاقد في الوقت ذاته مع البرازيلي نيمار في صفقة عالمية قادماً من برشلونة الإسباني (222 مليون يورو) والمهاجم كيليان مبابي من موناكو (180 مليوناً)، إعتقد إداريو بايرن أنهم يأتون من مجرة أخرى.
 
حينها قال الرئيس التنفيذي للنادي كارل – هاينتس رومينيغه: "ليس بايرن أو ريال مدريد أو برشلونة من ينفق هذا الكمّ من المال"، مضيفاً: "وحدهما باريس (سان جيرمان) ومانشستر سيتي يتجاسران على اعتماد مثل هذه السياسة. ولكن لا شيء يؤكد أن باريس سان جيرمان سيفوز بدوري أبطال أوروبا".
 
وبالفعل، ومن دون الكثير من القلق، لم نشاهد بايرن يتراجع للصفوف الخلفية كروياً، بسبب عدم قدرته على الإعتماد على إيرادات مالية للتعاقد مع أفضل اللاعبين.
 
في عام 2019، أنفق بايرن 80 مليون يورو لشراء المدافع الفرنسي لوكاس هرنانديز من أتلتيكو مدريد الاسباني، في أغلى صفقة في تاريخ النادي البافاري. ورغم عدم دخوله في سوق الإنتقالات "الجنوني"، إلا أن بايرن ما زال قادرا على مقارعة كبار أوروبا وأكبر مثال على ذلك تحقيقه سداسية تاريخية في الموسم الماضي، ابرزها دوري الابطال على حساب سان جيرمان تحديدا. هو الوحيد الذي "يتنفس" من إيرادات خاصة، ومن دون أن يرهق خزينته بالديون أو أن يعتمد مصيره على ممول أجنبي.
 
هذا الاستقرار هو "تحفة" عمل 40 عاما لإدارة مثالية للرئيس السابق أولي هونيس، الذي بات اليوم رئيسا فخرياً.
 
ومن أجل أن ينجح، اعتمد الرئيس التاريخي على سنوات حقبة الثمانينيات وعلى المبادىء المقدسة للشركات الألمانية الصغيرة بعد الحرب العالمية الثانية: التحكّم بالديون، والمحافظة دائما على إحتياطي مالي من أجل درء الأزمات خلال أيام الشدّة، ما سمح لبايرن ميونيخ بتخطي الازمة التي خلفها وما زال، فيروس كورونا في أنحاء العالم من دون اضرار هيكلية.
 
وبخلاف بايرن، مرّ سان جيرمان بعام 2020 صعب، بداية بسبب جائحة "كوفيد-19"، وثانياً بسبب المشاكل المالية للشركة الصينية ـ الاسبانية للنقل التلفزيوني "ميديا برو"، ما تسبب بخسائر بالملايين لأندية الدوري الفرنسي.

قدّرت شركة "ديلويت" العالمية المتخصّصة بالخدمات المالية خسائر بطل فرنسا بنحو 95 مليون يورو في الموسم الاخير فقط، مقابل رقم أعمال وصل إلى 540 مليوناً ليتراجع النادي الباريسي من المركز الخامس للمرتبة السابعة في لائحة أغنى الاندية.
 
في المقابل، يحتل بايرن المركز الثالث في هذه اللائحة مع 634 مليون يورو، خلف برشلونة (715 مليونا ولكن مع ديون تقدر بنحو 1,2 مليار) وريال مدريد (715 مليونا مع ديون تصل إلى 900 مليون يورو).