كرة قدم محلية
تاريخ النشر : 2021-06-28 الساعة : 10:00
آخـر تعديـل : 2021-06-28 الساعة : 10:16
المصدر : المستديرة
المشاهدات : 1920

على بُعد ساعات من الخسارة المدوية لمرشحي قوى السلطة السياسية المتحالفين في انتخابات نقابة المهندسين على الرغم من اختلافاتهم، وفوز القوى الرافضة والمنتفضة ضد الأحزاب السياسية مجتمعة، بدأت تتجه الأنظار إلى الجمعية العمومية للاتحاد اللبناني لكرة القدم، حيث يترشح الكابتن موسى حجيج لرئاسة الاتحاد بمواجهة رئيس الاتحاد الحالي المهندس هاشم حيدر، الذي يقود لائحة تضم ممثلي أحزاب السلطة، المتربعين على مقاعد إدارة الاتحاد منذ عشرين عاماً.

فالتحالف الذي أطاح باتحاد "أيار 1985" وضم حينها أمل والاشتراكي والمستقبل وحزب الله والطاشناق والمردة والمر في العام 2001، يسعى اليوم للفوز بولاية جديدة محتفظاً بالوجوه عينها، علماً ان بعض الاعضاء تجاوزوا الثمانين من عمرهم ولا يزالون متمسكين بمراكزهم.

ويخوض حجيج الانتخابات تحت شعار التغيير، الذي بات حاجة ملحة لابقاء النفس في جسد اللعبة المنهك، في حين تستميت السلطة داخل الاتحاد لمنعه من ذلك.

كذلك يسعى عدد من المرشحين لاختراق لائحة التركيبة السياسية، معولين على تبدل في المزاج العام كشفته انتخابات المهندسين يأملون ان يترجم في صناديق الاقتراع الثلاثاء في 29 حزيران الجاري.

ويشارك في العملية الانتخابية 50 نادياً اتحادياً، قد يصنعون مفاجأة في الصناديق الانتخابية ولاسيما ان غالبية الاندية لم تعد ممسوكة من الاحزاب بفعل توقف التمويل الحزبي لغالبية هذه الاندية، وقد عبّر عن هذا الموقف أفضل تعبير رئيس نادي الانصار نبيل بدر في مقابلة تلفزيونية بعد فوز فريقه بلقب البطولة، بمعرض سؤاله عن صاحب الفضل على انجاز النادي، فقال: "رئيس النادي هو صاحب الفضل على الانجاز الذي تحقق (قاصداً نفسه)".

أضاف: " بالطبع لال الحريري والرئيس سعد الحريري لهم أفضالهم على النادي في السابق ولا ننكر ذلك ولكن اليوم من يمون على الانصار هو رئيسه"، غامزاً من ان انجاز النادي باحراز البطولة جاء بسبب دعم بدر شخصياً للفريق منذ سنوات، على الرغم من توقف الدعم المالي من تيار المستقبل، وهذا لم يجعل النادي يعاني او يترنح وانما واظب على مسيرته واحرز اللقب".
 
الامر عينه ينطبق على الاندية الاخرى فناديا الصفاء والاخاء المحسوبين على الحزب التقدمي الاشتراكي يعانون في تأمين ميزانياتهم بسبب قرار رئيس الحزب بمنع انفاق اي مال خارج اولويات المرحلة وعلى رأسها الامن الغذائي وبالتأكيد فإن كرة القدم ليست من ضمنها، وعلى الرغم من ذلك سيتمثلون داخل الاتحاد بعضوين ومنصب الامين العام (يتم تعيينه).

كذلك يواجه نادي طرابلس صعوبة في تأمين ميزانيته اذ يفضل الرئيس ميقاتي انفاق المال في اماكن اخرى مع تدهور الاوضاع المعيشية بسبب تواصل انهيار سعر صرف العملة، وكذلك الامر بالنسبة للسلام زغرتا المحسوب على ال فرنجية، في حين ان نادي الشرق (درجة ثالثة) المحسوب على نائب رئيس الاتحاد ريمون سمعان رئيس بلدية فرن الشباك جمع 3 نقاط فقط من 9 مباريات وتلقى 34 هدفاً بسبب عدم قدرة الفريق على المنافسة، ليهبط الى الدرجة الرابعة، مثل نادي الامل معركة الذي عانى هذا العام بسبب الشح المالي وهما.

كل هذه الاجواء قد تقود الى ثورة حقيقية داخل الجمعية العمومية للاتحاد، فيما لو قررت الاندية اعتماد خيار الكابتن حجيج الذي رفع شعار "ابن اللعبة" وأرادت عبر صندوق الاقتراع توجيه رسالة الى المجموعة التي حكمت اللعبة منذ عشرين عاماً بغطاء الاحزاب، وقادتها من فشل الى اخر، وهي اليوم تسعى للبقاء في مراكزها ضاربة بعرض الحائط تطلعات الاندية للتغيير، الذي عبّرت عنه في أكثر من مناسبة، بأن التغيير بات ضرورياً لكي تبقى اللعبة.