لا تتوقف النجومية في مقدونيا الشمالية على المخضرم غوران بانديف، فحوله يمكن للاعبين الآخرين إزعاج المنتخب الأوكراني الخميس في بوخارست في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة ضمن نهائيات كأس أوروبا في كرة القدم، مثل الركيزتين إزغيان أليوسكي وبوبان نيكولوف أو القائد المستقبلي إيلييف إلماس.
بوبان نيكولوف، المحلي
تألق بشكل لافت في الجهة اليمنى في المباراة الأولى ضد النمسا، حتى أنه كان قاب قوسين أو أدنى من منح منتخب بلاده التقدم (2-1)، قبل أن يخسر (1-3) في أول مباراة كبيرة له.
في سن السادسة والعشرين، أظهر المدافع الأيمن إمكانات واعدة، على غرار المدافع الأيسر أليوفسكي.
يشعر نيكولوف بارتياح كبير في بوخارست كونه تخرَّج من أكاديمية الأسطورة الرومانية (جورجي) هاجي الذي أكد أنه "سعيد جدا" كون تلميذه السابق يلعب في نهائيات كأس أوروبا.
ونقلت صحيفة "سبورت 1 إم كيه" عن هاجي قوله: "لقد عملنا معًا بجد كل يوم وشعرت أنه لاعب رائع".
وأضاف نيكولوف: "غادر المنزل في سن 14 عاما للعب كرة القدم. ترك عائلته وتعلم اللغة الرومانية، إنه شخص جيد حقًا".
بدأ اللاعب مسيرته الاحترافية لأول مرة في صفوف فيتورول كونستانتا، وهو النادي الذي أسسه هاجي على شواطئ البحر الأسود.
كان نصف موسمه الأخير أكثر صعوبة في صفوف فريق ليتشي من الدرجة الثانية الإيطالية (لعب أساسياً 3 مرات في 17 مباراة) الذي تعاقد معه بسبب صفاته الدفاعية، لكن تجربة ناجحة في كأس أوروبا يمكن أن تعيد انطلاقته نحو النجومية.
إزغيان أليوسكي، الشغوف
ركض صاحب الشعر الأشقر في كل مكان في المباراة ضد النمسا. تألق أليوسكي (29 عاما) بشكل لافت في دور المدافع الأيسر الهجومي طيلة الموسم مع ليدز يونايتد الإنكليزي (38 مباراة، 3 أهداف)، بقيادة المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا.
أشاد به بييلسا قائلا: "+علي+ لاعب متحمس جدا، شغوف بكل لحظة من المباراة".
تسبب في طرد مهاجم أرسنال الإنكليزي الدولي العاجي نيكولا بيبي إثر مواجهة ثنائية قوية بينهما في مباراة بين الفريقين في الدوري الإنكليزي (0-0)، بسبب توجيهه ضربة قوية برأسه إلى المدافع المقدوني الشمالي الذي بالغ في التأثر بالاصابة.
يجد أليوسكي نفسه في اللحظات القوية بما أن مهاجم النمسا ماركو أرناوتوفيتش اعتذر عن إهانته بعد تسجيله الهدف الثالث القاتل في مباراة الجولة الأولى.
تكوَّن أليوسكي في يونغ بويز بيرن السويسري، وحل ثالثا على لائحة الهدافين في الدوري السويسري عام 2017 برصيد 16 هدفًا عندما لعب في خط الوسط مع لوغانو، ما لفت أنظار ليدز يونايتد الذي انضم إلى صفوفه صيف العام ذاته.
وقال أليوسكي لموقع الاتحاد الدولي "فيفا": "أنا أكثر هدوءا ونضجا. بييلسا غيّر نظرتي للحياة وجعلني أتطور كلاعب بشكل كبير".
إلييف إلماس، الماسة
أفرط في الاحتفاظ بالكرة في المباراة الأولى، ويتعين عليه استغلال الفوارق التي خلقها في ذلك اللقاء بشكل أفضل ضد أوكرانيا. عرف كيف يفعل ذلك في مدينة دويسبورغ الألمانية في آذار/مارس الماضي عندما كان إلى جانب بانديف أحد الهدافين في الفوز التاريخي على المانشافت في عقر داره (2-1) في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2022.
لكن إلماس الذي يعني اسمه الماسة بالتركية حيث أصل والديه، كان ثمينا ضد النمسا. كان والده يدير متجراً للحلويات التقليدية في العاصمة المتعددة الأعراق سكوبيي. كان من المقرر أن يصبح إلييف البالغ من العمر 21 عامًا، حلوانيًا، لكن المدرب الحالي لمنتخب مقدونيا الشمالية إيغور أنجيلوفسكي، اكتشف موهبته عندما كان في الثانية عشرة من عمره وضمه إلى صفوف فريق إف سي رابوتنيتسكي.
خاض مباراته الأولى في دوري الدرجة الأولى في سن السادسة عشرة، وأصبح لاعبا واعدا في سن السابعة عشرة، قبل أن يكتسب شخصية قوية في سن الثامنة عشرة بانضمامه إلى صفوف فنربغشة ومنه إلى نابولي الإيطالي في سن العشرين.
حاولت تركيا جذبه إلى صفوف منتخب بلادها، لكن اللاعب رفض، مفضلاً الدفاع عن ألوان مقدونيا الشمالية.
في أول مباراة دولية له، في سن السابعة عشرة ضد إسبانيا، قال أنجيلوفسكي عن إلماس: "معه تحمل مقدونيا لؤلؤة. في سنه وفي مواجهة مثل هذا الخصم، جلب الكثير من الحيوية، إنه أمر لا يصدق"، على الرغم من الخسارة (1-2).
وختم قائلاً: "ماسة، لؤلؤة، إلماس هو مستقبل المنتخب الوطني".